فيروسات فيسبوكية

بقلم  Kader Boumatta

خلال الشهور الماضية التي سكنت فيها الفيسبوك لاحظت بحكمتي و بصيرتي النافذتين و الثلاثة شبابيك عدة أنماط و فئات من القوم المفسبكين .. و لكن فئة واحدة ما فتأت تثير غيظي أكثر من غيرها ، و أحسب أن ذلك لأني شممت رائحة نخبوية متوهمة و تكريس أرستقراطي في هذه الفئة ، لذا سأسلط عليها الضوء في هذا المنشور..

هن إناث في أواخر العشرينات أو تخوم الثلاثينات من عمرهنّ .. منتشرات في فيسبوك إنتشار الطاعون في أوربا عام 1350 .. خُصوصاً بين أوساط "المثقّفين" و من يكتبون .. بروفايلاتهنّ عامرة بالمتابعين أكثر من بروفايل الشيخ حمداش نفسه .. معظمهنّ يضعن صورهن الشخصيّة كصورة بروفايل _بعد تأمينها من المتطفلين طبعاً_ ، الصورة تكون لوجه يبتسم إبتسامة متفائلة و به مَسحة جمال باهتة _أو لعله تأثير الكاميرا الباهظة.. الوجه ملفوف بخمار أو ما شابه من التقليعات ، و لا بد من وجود تعليق على الصورة يصفها فيه أحدهم بأنها أفروديت إلهة الجمال و أنها منبت الخصب و عُصارة الشباب .. يحببن الفعاليّات و المبادرات و الأنشطة الثقافية مثل أعينهنّ ، و لو ولَدت إحداهن طفلة لاحقاً لأسمتها "فعاليّة" أو "مبادرة" .. لا يوجد قاسم مشترك بين ما يكتبن سوى أنه محض هراء ، و سوى أنه ينال الكثير من الإعجاب و التصفيق .. و لو تأثّرت إحداهن بموجة التهريج حولها فبدأت بكتابة الخواطر و القصص فتلك مصيبة ، أما لو بدأت بكتابة قصيدة النثر فتلك كارثة .. و لكن الحقيقة المُرّة التي لا يعرفنها هي أن ذكور النحل التي تتحاوم حولهن و تُصفقّ لما يهببنه من هراء لا يفعلون ذلك لإعجابهم بثقافتهن أو حِسهنّ الشاعري كما يدّعون ، كلا يا عزيزتي ، فعقلهم الواعي لا يراك إلا كـ ............." محتملة ، و محاولة لنيل التقدير و الإعجاب من أنثى مثاليّة بمعايير المجتمع .. أما عقلهم الباطن فلا يرى إلا ما بين ساقيك ..

تنويهات : هذا النمط من الفتيات ذو عقليّة أنثوية متكاملة ، فهنّ يمجدن الرجولة و وهم البطولة .. مما يعني أن الدفاع عنهن ضد هذا المنشور فرصة لا تُفوت لمن أراد كسب إمتنانهن من ذكور النحل.

توجد نسخة مذكرة من هذه الفئة و هي أكثر إثارة للغيظ بالمناسبة.

بروفايلي على حد علمي خال من هذه الفئة ، فالأمر ليس شخصيّاً ، و إنما هو النمط ، إنه النمط.

ليس بهذا المنشور ما يمكن أن يفيد قارئه صراحة ، و لكن كان يجدر بي كتابة هذا بالأعلى حتى أوفّر عليكم الجهد و الزمن.
شكرا ...