الثلاثاء، 5 نوفمبر 2013

غباء العامة والمثقفين خلال أزمة الجزائر والمغرب

Unknown


  في البداية أريد أن أتقدم بتهنئة الى كافة الأمة الإسلامية بمناسبة دخول العام الهجري الجديد 1435 ; فكل عام وأنتم بخير أو بالأحرى كل عام وأنتم مسلمون أو قريبون من الاسلام إن شاء الله , كما لا يفوتني أن أقدم أحر التمنيات وأطيب التهاني للشعب الجزائري بمناسبة الذكرى التاسعة والخمسون للإستقلال العظيم , رحم الله شهدائنا الأبرار وأسكنهم الفردوس الأعلى




  أولا وقبل كل شيء أيد أن أنوه الى أن هذا المقال مجرد وجهة نظري الخاصة وهي ليست سياسية بل فكرية بالدرجة الأولى واسلامية بما أننا ندعي أننا مسلمون  وهو موجه لكلا الشعبين العظيمين المغربي والجزائري سواء , وأرجو الله أن يوفقني في نقل وجة نظري بحيادية وبدون تعصب .

 ماجعلني أكتب هذا المقال حقيقة هو تعاطي الشعبين وحتى المثقفين في ما حدث بين الجزائر والمغرب الفترة الماضية
حيث تلتها تصريحات ومقالات نارية في جرائد الدولتين وما أثارتها من مشاعر قومية جعلت العامة في كلا الدولتين تحت أهبة الإستعداد للدفاع عن السيادة الوطنية المزعومة والاستعداد للحرب بين دولتين يدين شعبيها نفس الدين الإسلامي ونفس الثقافة والتاريخ المشترك وحتى اللهجة الواحدة تقريبا من أجل مصالح سلطتين في دولتين ليستا مهتمتين أصلا بالشعب او الوطن بل فقط مصالحها الشخصية
إذا كنت تظن أنني أبالغ في القضية وأني أعطيها حجما أكبر مما عليه فأدخل المواقع الإجتماعية والمنتديات لتجد مدى تأثر
العامة في الدولتين بالازمة وحجم "غسيل المخ" الذي تعرض أليه الكثيرين حتى وصل بالبعض منهم الى إعطاء الشارة الخضراء لبدأ الحرب , وهنا أقصد الشعبين  على حد سواء

والمصيبة الأعظم أن حتى علماء الدين والمثقفون والمفكرون أصبحوا يدعون الى الفتنة جهارا ويقومون بالسب والشتم علانية وعلى صحف الجرائد والمجلات !!!  وقد يقول البعض بأن هذا واجبه من أجل وطنه وأن مايقوم به من الوطنية
و"حب الوطن من الإيمان" فهنا أدعوه إلى قراءة مقال للعلامة عبد الحميد بن باديس حول الوطنية بعنوان "لمن أعيش أنا ؟ " ;  إن مفهوم الوطن والوطنية أوسع من مجرد رقعة جغرافية تحدها حدود وهمية فوطني الجزائر كما هو المغرب أو أي دولة مغاربية بحكم اللغة والتاريخ والدين , وأي دولة عربية بحكم اللغة والدين أو أي دولة مسلمة بحكم الدين ويمكنني القول
حتى اي دولة في العالم بحكم إنسانيتي , ما اريد قوله : قبل أن تكون مواطنا صالحا ووطنيا كن إنسانا وإلا لكان جارك أيضا عدوك لإنتمائه الى عرق آخر أو مدين أخرى أو لحدود وهمية وضغتها أنت في مخيلتك .

والحقيقة أن الغرب أدرك هذه الحقيقة قبلنا ومارسها فعلا , فهل سمعت أوروبيا حطم سفارة دولة أخرى لمجرد ان حكومة بلاده لديها مشاكل مع الحكومة الأخرى ؟؟ !!!  بل يمكن أن تجد فرنسيا وألمانيا بتعاملان مع بعضهم بأرقى التعاملات
غير آبهين لعرقيهما أو مشاكلها التاريخية ولو كانا متضريين حقا منه عكسنا نحن العرب .

في الختام : أود أن أقول لكل المثقفين والصحفيين  أن يترفعوا قليلا في كتاباتهم العنصرية والمملوءة بالسموم الفكرية وأن يدركوا قيمة ما يكتبونه ويتحملون عبء الكتابة ونتائجها .

وأقول لكل مسلم جزائري أو مغربي بأن يفكر بمنطلق أكبر من الوطنية المحصورة في حكومة بلاده وأن لا يكون مجرد أداة تبث الكراهية من أجل أشخاص وسلطة لا تكترث به البتة .





ملاحظة : جميع ما كتبت هو رأيي الخاص وهو رأي فكري وليس سياسي لذا لا تقولني ما لم اقله , كما أني مسؤول عما أقول وليس عما تفهم أنت ...


About the Author

Unknown / Author & Editor

Has laoreet percipitur ad. Vide interesset in mei, no his legimus verterem. Et nostrum imperdiet appellantur usu, mnesarchum referrentur id vim.

1 التعليقات:

  1. هذه المناقشة ليست من باب السياسة بل من باب الثقافة التي يتعامل بها الشعبين مع مثل هذا النوع من القضايا القضية فكرية وانسانية وليست سياسية

    ردحذف