الأربعاء، 26 مارس 2014

أي تغيير لنا ؟

Unknown

   لطالما كان شعاري – أنا ومن يوافقني – هو الثورة المسالمة والتغيير الهادئ وجراء هذا أصبحنا معادين من "الثوريين" و "مريدي التغيير" لأنهم يرون أن لا تغيير بدون ثورة ولا ثورة بدون عنف خصوصا في الوضع الراهن وضد الحكومة الحالية¸ كما أصبحنا معادين أيضا من قبل "المسالمين" لأنهم لا يرون السلام والأمان غلا إذا نحن إستسلمنا للوضع الراهن وقبلنا به خيره وشره بدون محاولة التغيير لأنهم يعتبرون اي محاولة تغيير أو مجرد المحاولة تعني جر البلاد إلى الفوضى والعنف , فاصبحنا بين البينين واعداء الطرفين ووحيدين في رؤيتنا للثورة السلمية والتغيير الهادئ .

   إنه ومما لا شك فيه أن التغيير أصبح ضرورة ملحة وهو أمر بديهي ووضع طبيعي منذ خلق الكون , التغيير سنة الله في أرضه ليمحي القديم ويفسج المجال للجديد وللمستقبل , ومن يرد إيقافه كمن يحاول إيقاف عجلة التاريخ وكما يقول المجاهد العظيم العربي بن مهيدي : "من يرد إيقاف عجلة التاريخ سوف يسحق تحتها " وكذلك بالنسبة لي عجلة التغيير, إذن فهو أمربديهي لا نقاش فيه ,
ولكن أي تغيير نريد واي ثورة لنا ؟
     ومن لا ير ولا يتعظ من تجارب الآخرين ومن التاريخ هو مجرد أحمق يسير نحو رمسه (قبره) برجليه حتى وإن فعل ذلك تحت شعار "الإستشهاد" أو "الشجاعة" أو حتى "الحرية" أو تحت راية الإسلام" و"الجهاد  " فـ "الرأي قبل شجاعة الشجعان هو أول وهي المقام الثاني " , وهنا أنا لا أدعوا إلى السكون ورفض التغيير أو أمارس "الشيتة" لصالح الحكومة , بل إلى أن نكون يقظين وحذرين في "ثورتنا" وأن نحدد قبلا مصطلح "الثورة" وندرك ما نريد منها .
    فالثورة الحقيقية هي تتطلب تحديد "الهدف" المراد تحقيقه والوسائل التي تحققه والثمن الذي يتطلبه ومن جهة النتيجة المرجوةالتي سنصل إليها – إن هي نجحت – ثم المقارنة بين الأولى والثانية فإن رجحت الثانية وإلا فـلاداعي لثورة تهدم أكثر مما تبني , كما أن الثورة الحق هي التي تقدم البديل الأفضل للواقع المعاش , وليست الثورة من تغير ديكتاتورا بآخر أو تغير أسماءا فقط من على كرسي الرئاسة وتساهم فقط في تغييب الأمن والإستقرار, فمن ير "ثورة" ليبيا يعلم حجم الخسائر التي تكبها البلد بالإضافة الى غياب الأمن وخروج الثورة من مسارها بعد إدخالها للقوات الأجنبية (الناتو) , هنا تعرف مدى فشل الثورة عندما تقارن بنتائجها – إن وجدت – وذلك أنها كانت ثورة بدون هدف وبدون حتى مبررات واضحة وجديرة ناهيك عن عدم وجود رؤية محددة لما تريد تحقيقه , حقيقة بالنسبة لي لا يمكن تسميتها حتى ب"الثورة" ذلك أن أهدافها مشوهة تتمثل في تغيير الحكام بآخرين لا يقلون سوء وكذلك تصفية حسابات بين أطراف لا يهمها مصلحة الشعب أبدا .
  من كل هذا يتضح أن التغيير مهم لكن الأهم هو طريقة التغيير وطريقة الثورة وأن الأمان هدف أساسي لها والنتائج يجب أن تكون أفضل والبديل واضح وقابل للتحقيق .
   في الوقت الراهن أصوات المطالبين بالتغيير وبالثورة – عن حسن نية – يتم إستغلالها من طرف المعارضة وتتبناها وتستحوذ عليها وتتكلم بإسمها .تلك المعارضة التي لن تعش أبدا ظروف الجزائريين ولايهمها مصلحتهم بل فقط تتخذهم وسيلة ضغط لكسب مقاصدها , كما أن المطالبين بالإستقرار والأمن – عن حسن نية  أيضا – يتم إستغلال أصواتهم من طرف مؤيدي العهدة الرابعة لرفض أي تغيير يضر بإمتيازاتهم ومناصبهم بحجة "حفظ الأمن والإستقرار" .
وكما يقول صديقي المدون منير سعدي : " لا..ءاتنا مختلفة "  وأنا أقول من هنا : " لا للسكوت عن الفساد نعم للتغيير لا للعنف نعم للتغييرالسلمي "... فالحذر الحذر والحيطة الحيطة . ونقول : « اللهم دمر الفاسدين بالفاسدين وأخرجنا منهم سالمين »  .

About the Author

Unknown / Author & Editor

Has laoreet percipitur ad. Vide interesset in mei, no his legimus verterem. Et nostrum imperdiet appellantur usu, mnesarchum referrentur id vim.

2 التعليقات:

  1. جيد حديثك عن التغيير..ولكن بما نا الثورات الاخرى انطلقت في البلدان العربيه لا مجال للتراجع الآن .وواجبنا دعمهم
    لكن الامر بالجزائر مختلف..هنالك كم هائل من السياسه يتجول في العقول ..عندما تذكر كلمه الثوره..ولكن الشعب يرفض السياسه ولا يفهمها ..عطش للتغيير..مات جوعا من الانتظار..ولم يمت من الكرامه..شعب مكافح..ولكنه مصاب بجرعات متتاليه من مخدر الصمت المنافي لمعانيه..باله من شعب صامت عن الواقع وصارخ بداخله في نفس الوقت.يعاني محاولا فهم ما يجري..لا تكفينا نظره متأمله للاحداث..هناك حل مقبول..نوعا ما ..ليبدأ كل منا بتغيير نفسه ..ليلقي نظره شامله مفادها تغيير فكري سلمي قانوني ..تلك النظره ستكون كافيه للحد من طغيان اولئك الذين يمارسون ادوراهم بخبث تحت قناع محترف من الشرعيه والنزاهه والكثير من أكاذيب الظلال..روايه مسائيه

    ردحذف
    الردود
    1. صحيح أختي رواية مسائية ..التغيرر لابد له الكثير من الخطوات الصغيرة والأهم من ذلك البدأ بتغيير كل شخص نفسه قبل كل شيء ربما بعد ذلك يمكن التغيير قليلا
      شكرا مجددا على التعليق وإسماعنا رأيك في الموضوع .

      حذف