الثلاثاء، 11 فبراير 2014

تأملات حول الحب والحرب : هل الأول مسبب للثاني وأيضا حله الطبيعي ؟

Unknown




أليس جميع الحروب إندلعت لتحقيق السلام , العدالة , الوحدة ؟ اليس السلام خطرا على الدولة : ماذا لو اندلعت حرب ونحن غير مستعدين هزيمة مؤكدة ؟ اليس شقاء بني اسرائيل سبب الحضارة الفرعونية ؟ أليست دماء الافارقة والعالم الثالث وقود أقمار نازا ؟
الحب يجلب التضحية والتضحية تجلب الحرب فتندلع مرة أخرى في سبيل انقاذ أحبائنا وتستمر الحلقة :
يربط الكثير من الناس بين الحب والحرب على أنهما النقيضين لبعضيهما  ولربما كان كذلك للبعض الآخر صحيحا وهم الحمقى الذين يخيروك بين الحب أو الحرب ضدك ويتعاملون بمنطق إما معنا او علينا ..من هذا الجانب ربما كان الجمع بينهم صحيحا لكن فقط لهذه الفئة ..




لكن الواقع والحقيقة أن المصطلحين ليسا متضادين فلا يرمز – كما يعتقد – للأول بأنه الشيء الطيب والجميل في الحياة والثاني للشر وكل المعاني اللاإنسانية والمرفوضة  كما هو ظاهر ومعروف .
ربما يسأل أحدهم :

- ماذا هل جننت ؟ ماذا تقول ؟ هل ترى إذن الحب شيئا سلبيا شريرا والحرب خيرا ؟ 

 لا ولكن إذا فكرنا قليلا بعمق وبجدية نجد أن الأول (الحب) هو المسبب الحقيقي للثاني (الحرب) .

      الحب يسبب الحروب ؟ كيف ذلك ؟ 
  
إن الحب يستوجب حماية من نحب والتضحية من أجله , ماذا لو تأذى أحد أحبابنا ؟ إنك سوف تقوم بدفع الأذى عنه ولو بالقوة ان كان على قيد الحياة فتقوم من اجل ما تحب حربا ضد من يهدد أمنهم ..وان مات فإنك سوف تقوم ايضا إنتقاما لهم وأن سقطت أنت أيضا قام من يحبك بالإنتقام لك وفي الجهة المقابلة لن يبقى عدوك مكتوف الايدي فيقوم هو الآخر بالانتقام منك لإيذائك أحبائه وهكذا حتى نلقى أنفسنا في حلقة الكراهية والإنتقام  التي تؤدي بدورها الى الحرب ...

ولهذا "إن تعلمت أن تحب فيجب عليك معرفة خطر الكراهية والإنتقام "  ***

- لدي الخيار , أن أكره ولن أنتقم ..ما ردك ؟ كما أنني أظنك تبالغ .

لن تشعر بالكراهية حقا حتى  تحب حقا ,  كما يستحيل أن يكونوا أحبائك إن لم تكره رؤيتهم يتأذون , فالحب والكراهية ملازمين لبعضيهما وليس ضدين أيضا فضد الحب هو عدم الحب وليس الكراهية لأن الكراهية هي دليل على أننا أحببنا , مثل أن نكره ما يؤذي أحبائنا ...أما الإنتقام فهو النتيجة الطبيعية للكره المتزايد ..وبحجم ما يكون الحب تكون الكراهية ..إن ظننت أني ابالغ فتذكر حرب البسوس التي جاءت نتيجة موت محبوب وليس بسبب حرب إبل في الواقع 

- إذن مالحل ؟ مالذي يجعل دائرة الكراهية والإنتقام تتوقف فتتوقف نتيجتها الطبيعية المتمثلة في  الحروب ؟

الحب أيضا .. الحب هو الوحيد القادر على إيقاف الحروب , الحب الذي يعلمنا تفهم الآخر وتفهم ألمه و مواقفه ودفاعه عن أحبائه , ولما كانت التضحية من الحب فتضحية الشرفاء والنبلاء من الناس – من الجانبين - هي التي توقف دوامة الإنتقام : التضحية بدورهم في الإنتقام وبتقبل ألمهم وتفهم ألم الآخرين مثلهم والتفكير من منطلق فكرهم ومعرفة مسوغاتهم والمبادرة لإيجاد الحلول ولو على حسابهم وهذا التصرف لا يكون الا لمن يحب فيضحي . 

- لكن هناك من يحارب من أجل فكره وعقيدته ومصالحه لا من أجل   أحبابه ؟

أوليس الفكر والعقيدة هي من أحباب الإنسان أيضا والمصالح هي من أجل الأحباب ؟
فقط هناك شيء واضح وأكيد وهو أنه ليس كل الحب مبرر وشريفة هي دوافعه  , فهناك من يحب نفسه ليس الا وهذا النوع مرفوض ويمكننا محاربته عكس حب الدين والفكر والمعتقد والأهل والوطن وغيرها التي يستوجب الدافع عنها .

- ربما ..

ربما...

مارأيك أنت أخي الزائر ؟

 ___________________________________

  

About the Author

Unknown / Author & Editor

Has laoreet percipitur ad. Vide interesset in mei, no his legimus verterem. Et nostrum imperdiet appellantur usu, mnesarchum referrentur id vim.

0 التعليقات:

إرسال تعليق