الثلاثاء، 11 فبراير 2014

الحب والخوف : أشباح من الماضي

Unknown
في الحقيقة أنا لست من أولئك الشعراء الذين يلهبون المشاعر بكلامهم الموزون والجميل ولست رومانسيا لأصبح كالذين يملئون حياتهم بالتعبير عن مشاعرهم و مدى حبهم لمعشوقيهم أو بالبكاء والحزن إن هم فارقوهم أوالبكاء على الأطلال وتحويل حياتي قصة درامية أعوض بها عن فشلي السابق ...



لكني – ولأول مرة – خائف من هذه المشاعر التي تغمرني ولا أجد لها تفسيرا عقلانيا كما أردت دوما أن أجعل نفسي أفكر وأحلل على ضوئه..بل لن أنكر أني فسرت كل شيء يوما ما عقليا أي بالادلة المحسوسة والمادية ولم أترك يوما  شيئا للصدفة أو المشاعر ربما لأني كنت خائفا دائما من الوقوع في  الخوف الذي يعتريني الآن لكني أعرف أنه خوف آخر لا علاقة له بالأول ...

خائف من أن ما يتملكني ذلك – الحب – الذي لطالما شخصته كمرض وحاربته كعدو وفسرته تفسيرا فيزيائيا بحت ومجرد وأعطيته قواعد رياضية لحله لا إستثناءات فيها وإتبعت معه الحكمة العلمية الشائعة : "الوقاية خير من العلاج" وحاربت أولئك الذين خضعوا لسلطانه وسخرت منهم ومن ضعفهم , بل إني ذهبت بعيدا فأصبحت "عالما نفسيا " أو "فيلسوفا " فالمعاني متشابهة - ولا تهمني الآن بالفعل - على أنه – هذا الكائن   الغريب – رابط فقط لأحداث وأوقات سعيدةفبتذكر من ربطنا هذا الكائن به إنما نتذكر السعادة التي عشناها آنذاك وكان هو مرتبطا بشكل مباشر أو غير مباشر بتلك اللحظات السعيدة فيكون معشوقنا مجرد سبب لتذكر السعادة وليس من يجلبها حقا  , فاقترحت لصرع هذا "المارد" تغيير الرابط أي أن نربط لحظاتنا السعيدة القادمة باشخاص أو حتى أشياء أخرى كأغنية مثلا فأن نحن سمعنا تلك الأغنية أو لاقينا الشخص الجديد رجعت لنا تلك اللحظات السعيدة  فنقع في حب ذلك الرابط الجديد فنهزم المارد الأكبر –الحب – لأن هذا المارد – كما يقولون – لا يرضى إلا بشخص واحد يتعسنا وإياه...ربما تأثرت بالعالم المرحوم "إبراهيم الفقي" الذي حسبما فهمت فسر بعض الأمور هكذا فعممت القاعدة على كل شيء وعلى الحب أيضا..

 كل هذا فقط حتى لا أعطيه فرصة ليتمكن مني ويغلبني ..وأعلم الآن كذلك أنه بالضرورة محاربتي له بهذا الشكل دليل حق على عظمته وكيده وفتكه بالناس ..وأنا من بسطائهم الذين لديهم ما يحاربون من أجله في هذه الحياة ولست ناقصا هذا العدو الجديد فكيف إن كاد أشد الأعداء ؟
أشد الأعداء.. نعم لأنه وبشهادة كل من واجهوه وعرفوه يوما أكدوا لي أنه يستعمل طرقا جبارة فهو يغوي الإنسان بالسعادة والأمان في بادئ الأمر حتى إذا إطمئن وسكن له وأمنه ضربه بفأس الواقع الحاد شفرته , فتهوى صريعا ضحيته في بئر الأحزان والبؤس تعاني لعنته طوال عمره .

كنت أفكر في أنه وإن كانت جبروته بهذا الشكل وضحاياه بهذا العدد الهائل فإن المواجهة هنا تكون ضربا من ضروبا التهور والمجازفة وإن كان – كما يقولون – قدرا محتما لا مفر منه كالموت - وإن اختلفتا في درجة رحمتهما فالموت يأتي بخلاص سريع أما الأول فعذاب لا خلاص منه – فالأولى التعايش معه وبجنبه وتقبله أفضل من المواجهة المميتة , ولربما هذا التفكير هو من تدبيره وإغواءاته فهو غدار كما قال من يعرفه .. لذا ومن  جهة أخرى أفكرأيضا  بمنطق "الوقاية خير من العلاج"...

بين هذا وذاك ما زالت الإجابة غامضة ربما ليست لي فقط بل للكثيرين من حولي وإن لم يعترفوا بها . ما رأيك أنت ؟

About the Author

Unknown / Author & Editor

Has laoreet percipitur ad. Vide interesset in mei, no his legimus verterem. Et nostrum imperdiet appellantur usu, mnesarchum referrentur id vim.

2 التعليقات:

  1. عثرات الحب القويه..تساؤل لا علاقه له بالمنطق.الفيزياء.الرياضيات.له علاقه بطبيعه النفس البشريه .فالحب ليس واحدا.فكل محب يصنع للحب معنا مختلفا..والكلام عنه نوع من الموسيقى.تفنن الكثير في عزفها.هناك من اكتف بالاستماع اليها..محاولا بدلك تقليد من سبقه بتجربه حب..وهنالك من اضاف لحنه الخاص الى المعزوفه.وهناك من لم يسمعوا به..اولئك لهم الحظ الاوفر في التعامل معه كإحدى الصدف الغريبه..محاولين بذلك اكتشافه..محاولين بذلك العيش من دونه..ليس لديهم فكره.انه وبكل ذلك التعقيد..ما اسميته بالكائن الغريب -الحـب-فهم لا يورطون انفسهم بفهمه..ولا يغامرون من أجله.بل يعتبرونه الاحساس الاقوى اذ لا يجب الغوص في أعماقه..والبحث عن نهاياته..لنقل متاهات مذكرات العاطفه عندهم..اذن ومن جهه المبادره لدي بالإقتناع بفكره عدم البحث عن الحب او تفسيره طريقه آمنه..من وحش المشاعر ذاك.إلا وانه الخوض في مغامره لا يعني شيئا مفاده المتعه..وانما المغامره الحقيقيه ان تعبر الى الحب بالحب..كأن تكون تملك مقدارا كافيا من الحب في مخزون عقلك..لا ان تكون كالحمقى تؤمن انك فارغ من الحب ويلزمك ان تجده.او ان تغامر من اجله..ان تتألم وتنتظر ان تجازى به.. بل الح سر في النفوس اودعه الله فينا لنحيا به.. ويقودنا الى السكينه لا إلى الهلاك والعذاب..روايه

    ردحذف
    الردود
    1. صحيح بتقدير راااائع

      فالخوف من الحب لا يعني عدم وجوده... تحياتي صديقتي رواية :)

      حذف