المتصل الغامض
الساعة الثالثة مساءا.. تبدأ الرنة الشهيرة
الخاصة بنوكيا من هاتفي النقال ، أرفع هاتفي أنظر للمتصل : رقم مجهول ، أضغط على
الزر الأخضر للرد وبدون أن أتكلم ، لا يتكلم هو بالفعل أيضا ، أعطل "
ميكروفون " الهاتف وأظل أستمع لكن لا أحد يتكلم . حتى تنقطع المكالمة بعد مدة
معينة .
في البداية كنت أحاول إستنطاقه فضولا مني
لمعرفته فقط ، وأيضا ليعرف المتصل أن هذا
الرقم لرجل ، لأن أغلب الإتصالات المخفية تكون عادة من مراهقين يتصلون بأرقام
عشوائية عسى أن يجدوا فتاة ، وتعرفون البقية .
لكن هذا الشخص قد عرف مسبقا أني رجل ولكنه
مازال يتصل يوميا و في نفس الوقت تقريبا وكالعادة لا يتكلم ،
في الحقيقة لم يعد يقلقني هذا المتصل بعد
الآن ، رغم أني كنت سابقا أنزعج من هذه الإتصالات المخفية أرقام أصحابها ، لا أدري
لماذا لم أعد أنزعج ،خصوصا وأنه بإمكاني حظر المتصلين المجهولين ، ربما بسبب الفراغ والعطلة ، أو ربما ألفت هذا
المتصل بعدما إستسلمت للواقع ، اليوم عندما إتصل ورغم أنه كالعادة لايتكلم إلا أني
سمعت أغنية حسين الجسمي على ما أظن من غرفته وأنفاسه ترتفع ونتخفض على السماعة ،
الاكيد أنه كان واضعا الهاتف على أذنه ويستمع ربما يريدني أن أتكلم أو سماع ما
يدور عندي من محادثات .
بصراحة ليس الفضول هو وحده من يدفعني للرد
على هذا المتصل ، بل لأن لدي حدسا قويا لم يخطئ أبدا – أتمناه أن يفعل هذه المرة –
يراودني حول هوية هذا الشخص ، وما ردي لإتصالاته إلا محاولة لإقتناص
"لمحة" أو "إشارة" تؤكد أو تنفي فرضيتي .
0 التعليقات:
إرسال تعليق